مذكرتي الجديدة

الأســــم : البحـــــ نورس ـــــــر
العمر : سنوات طويلة مثقلة بكل شيء00 تيرنح فيها الفرح00 ويثقلها الحزن
وريقات تتساقط هنا وهناك00 حتى بدأت تتسرب مني رائحة الغموض رغم وضوحي
فقد اختطلت بملامحي ولم أعد أستطيع التمييز بينها
سأكتب لكم من سقم قلبي00 ورهف أحساسي
من نبضات أشواقي المتضخمة لحد الانفجار
من حبر دمائي المعتق بمسك الاحتضار
سأقلب أوراق أحلامي المحترقة حد التفحم
في أغلب الاحيان يعتصرني الألم ويغمى عليّ
مما أواجه في هذه الحياة من تناقضات
فأموت حياً وأفقد رغبتي حتى في إعادة المحاولة
فأصبح تائهاً أبحث عن ذاتي بين تلك التجاعيد الصغيرة في الحياة
أستجدي الرحمة بكبرياء وأرضى برفات الضحكات أن وجدت
لقد بنيت داخل جداران حياتي مملكة 00 دستورها الحب00 وقانونها العشق
جدرانها من طيوف قوس قزح00 وبنائها من ضفائر عاشقة مجنونة 00
مملكة لم يستطع أحداً كسر عذرية حواجزها والدخول اليها
رغم شروع أبوابها00 وتفتح ورودها00 ونسائم رياحها الدافئة
حتى غدوت كاليتيم أبحث خلف تلك الجدران من ينتشليني من صقيع الخذلان
أصبحث أبحث عن رشفة أمل تروي ظمأ أحلامي التي قتلها الجفاف00 أبحث عن وطن يلملم شتات أشلائي000
فالحياة لا تقبل أنصاف الحلول... ولن تقبل نصف الحب
ومن لا يملك القلب.. لا يملك ضمان المشاعر
إلا إننا لا نملك مشاعرنا .. لا نملك إلا أن نعلقها على مشجب
لا تنفك عنه إلا باذننا .. إنها كالهواء تقتحم كل شئ في حياتنا ..
ربما علينا ان نكبحها .. ان نعقلها .. ولكن ابدا تأتي علينا وتدهسنا بالحاحها .
فأنا محقٌ حين أحببتُ البحر فهو باقٍ لا يبرح مكانه .. ولا يتركُ أحداً ويذهب .. أو يرحل ..
فعندما تستبد بي الهواجس وتضيق الدنيا من حولي .. ويصبح البشر مجرد اشكال متحركة .. بلا مشاعر ...بلا عواطف ... بلا إحساس. عندها اغطس في أعماق هذا الازرق الممتد واغوص في أغواره وأدخل كهوفه وامتزج بشعبه المرجانية ويحيط بي صمته الساحر .. حينها فقط أشعر ان الزمن توقف .. كل شيئ توقف ولا يبقى الاجمال هذا الازرق الذي استودعهُ حرقة القلب .. وحكاية أمل ماتت قبل ان تولد .. فأنسى ضوضاء الحياة .. وأنسى ان هناك برية ويابسة .. ويصمت كل شيئ الا دقات قلبي وحشرجة انفاسي التي تتصاعد كفقاعات جميلة من ماء ..
وأحلام تتوارد في حالات لم نعتاد فيها الحلم
فاحلامنا أصبحت هي نزف ذاكرتنا العقيمة
هي الآمنا التي نبرحها كل يوم
لكل منا حلم يراوده ..
نحلم بيوم سعيد
نحلم بلقاء قد يكون قصير
لا .. لا .. انها ليست امنيات العشاق المعتادة
فقد اوصدتُ باب العشق ورميت مفتاحه ..
رغم ان للعشق مدينة ليس لها ابواب
وطقوساً مختلفه
وأعرف عجزي عن الابتعاد عنه لأنه جزء من مكونات نفسي
لكني رسمت له باب وصنعت لها مفتاحا
ورميت المفتاح في صحراء الايام .!!
لاعليكم من حكاية الجنون هذه ...
ماذا لو صار الفرح اكبر من الحزن
فتكون محطات الحزن نقاط بسيطة في رحلة ايامنا
وتكون هناك مساحات واسعة من الفرح نتغنى بها
لنشعر بنشوة الفرح
ونتأكد اننا لسنا في حلم ...!!
سأبحراليوم مرغماً في بحر الواقع اللجّي .. القاسي الموج .. العاتي الرياح
ربما تكسرت الصواري !!
ربما تمزقت الأشرعة !!
ربما فقدت البوصلة إشارتها ..فما عاد الشمال يعني الشمال !!
وما عاد النجم القطبي دليل الرحال !!
لكن .. ولكن فقط
سأتوقف عند بعض المحطات مجبراً
عند صرخة أطفال العراق ..
عند دمعة شيخ فلسطيني ينظر لكسرة خبز
عند نقطة دم طفل فلسطيني أريقت على مذابح الحرية التي يدعونها
عند دمعة امرأة فقدت الكثير ولازالت تتمسك بعنفوانها
عند مشاهد القتل والدمار الذي يحصد الآف الاحلام
ونحن نتفرج00
عاجزين عن فغل شيء
لقد قتلوا حتى الحلم 00 فبات شيئاً ممنوع
عفوكم000 فقد طغى الحزن على الفرح
سأكتفي بهذا اليوم
ولي عودة بإذن الله
عسى أن تكون الصوره قد تغيرت
فينتشر عبق الفرح في خوالجنا
واختتم الجزء الاول من سفر حياتي المؤلم بهذه الكلمات التي طالما رددتها

أتُحسّس بمعصم مضرّج.. وروحي في اضطراب..؟
يحزنني لحْن الناي يموت قبل أن تُضرب الأوتار..؟
وها انا
بقايا روح فارغة
من كل شئ
الا المشاعر
تلك التي تناثرت
جثثها على ارض
الواقع الرخامية
لتتكسر
الى شظايا
صعبة التجميع
وواقع حالها يقول
فات الأوان
يغريني المطر بارتكاب جنوني علانية..
عندما تذوق الألم ويغلفك الحزن .. وتعرف كيف هو الوجع ..
لذا تكون الصدر الأرحب لهم .. تختار الألم لنفسك حتى لا يتوجعوا ..